تراب كوشك الناعم
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهم صلّ على محمّد وآله الطيبين الطاهرين
كثيرة قصص العظماء والأعلام، والأكثر منها قصص الزعماء والمسؤولين، ولكنّ القصص الخالدة، والّتي مهما مرّت العصور والدهور تبقى تمنح الحياة للمجتمع، وتبقى تضخّ الدم في قلوب الأمّة هي قصص الشهداء القادة، الّذين اختارهم الله لجواره، والّذين دعاهم فكانوا السبّاقين بكلمة لبيّك. كيف لا وهم خلاصة المجاهدين الّذين وصفهم أمير الكلام عليه السلام بأنّهم "خاصّة أولياء الله"، فهم خاصّة الخاصّة حيث اختارهم الله ودعاهم فلبّوا النداء.
قصصهم فيها العِبرة والعَبرة، وحريّ بنا نحن الّذين نغرق في ترّهات الحياة الدنيا أن نفهم بعض ما وصل إليه هؤلاء الشهداء، حيث أدركوا حقّ اليقين وعاينوا الدار الآخرة ورأوا بأمّ عين القلب والحقيقة أنّها هي دار الحَيَوَان، وهي الحياة الحقّة، وهي الّتي ينبغي أن تبقى نصب العين ومُنتهى الآمال ومشدّ الرحال.
حريّ بنا أن نستفيد من تجارتهم، من أفكارهم، من روحيّتهم ومعنويّاتهم العالية، عسى أن نخطو خطوة على هديهم وطريقهم.
وحيث قد تراجعت القراءة في مجتمعاتنا، ما زالت قراءة القصّة أكثر اهتماماً من غيرها، رأى مركز نون للتأليف والترجمة في جمعيّة المعارف الإسلاميّة، أن ينشر قصّة أحد الشهداء القادة الإيرانيّين لما لها من أثر ووقع، ولما كان لها من تأثير في المجتمع الإيراني، رغبة أن يكون لهذه القصّة وحياة